اليورو يواصل صعوده بدعم من هدنة جمركية أوروبية أمريكية وارتياح مؤقت في الأسواق

افتتح اليورو تعاملات الأسبوع في السوق الأوروبية على ارتفاع لافت مقابل سلة من العملات العالمية، محافظًا على مكاسبه لليوم الثالث على التوالي أمام الدولار الأمريكي، ومتداولًا بالقرب من أعلى مستوياته منذ ثلاث سنوات.

هذا الزخم الإيجابي يأتي بعد قرار الاتحاد الأوروبي بتجميد الرسوم الانتقامية على السلع الأمريكية لمدة 90 يومًا، وفتح الباب أمام مفاوضات تجارية موسعة مع واشنطن.

في خطوة تهدف لتخفيف التوتر التجاري مع الولايات المتحدة، قررت المفوضية الأوروبية الأسبوع الماضي تعليق أول حزمة من الرسوم الجمركية المضادة لمدة ثلاثة أشهر، بالتوازي مع خطوة مماثلة من جانب الإدارة الأمريكية.

وقد عبّرت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين عن التزام الاتحاد بالسعي نحو اتفاق عادل، مشيرة إلى عرض ما وصفته بـ”صفقة صفر مقابل صفر” لإلغاء كافة التعريفات الجمركية بين الطرفين.

ورغم هذه الإشارات الإيجابية، أكدت فون دير لاين أن الاتحاد لن يتردد في إعادة تفعيل إجراءاته المضادة في حال فشل المفاوضات، ما يعكس تمسك بروكسل بموقف حازم لكن مرن في إدارة هذا الملف الحساس.

بالتوازي مع هذه الجهود الدبلوماسية، تعمل المفوضية الأوروبية على إعداد سيناريوهات لحماية الاقتصاد الأوروبي من تداعيات محتملة في حال انهيار المفاوضات.

ويتابع البنك المركزي الأوروبي عن كثب التطورات، مستعدًا للتدخل عبر أدوات السياسة النقدية إذا ما اقتضت الظروف.

وارتفع اليورو مقابل الدولار بنسبة 0.45% ليصل إلى 1.1409 دولار، صاعدًا من افتتاح اليوم عند 1.1358 دولار، بعد أن سجل أدنى مستوى له عند 1.1315 دولار.

يشير المسار الصعودي لليورو إلى حالة من التفاؤل الحذر لدى المستثمرين بشأن انفراج محتمل في العلاقات التجارية عبر الأطلسي، لكن المخاطر لا تزال قائمة. فالفشل في التوصل إلى اتفاق دائم قد يعيد الأسواق إلى دائرة القلق ويضغط على العملة الأوروبية مجددًا.