شعراء عرب يتغنّون بالحرية في المهرجان الثّقافي الدولي للشّعر العربي الكلاسيكي بالجزائر

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكؤا متابعينا الكرام لمتابعتكم خبر عن شعراء عرب يتغنّون بالحرية في المهرجان الثّقافي الدولي للشّعر العربي الكلاسيكي بالجزائر

الجزائر في 14
أبريل/العُمانية/ تحت شعار “الشّعر العربي في مرابع الحرية “، تتواصلُ
بولاية بسكرة (جنوب الجزائر)، فعالياتُ المهرجان الثقافي الدولي للشّعر العربي الكلاسيكي،
بمشاركة شعراء جزائريين، وعرب يمثّلون عددا من الدول العربيّة، على غرار تونس،
ومصر، وموريتانيا، وفلسطين، والمملكة العربيّة السّعودية، والعراق، ولبنان، وسوريا.

ويُناقش هذا
المهرجان الدولي، من خلال المحاضرات التي يُلقيها جامعيُّون، وشعراء، وباحثون في
الأدب العربي، العديد من القضايا ذات العلاقة بالشّعر العربي، أبرزُها الشّعر
بوصفه موقفا (الرؤية/ المقاومة/ النص وخارجه)، والبعد التحرُّري في الشّعر العربي
(الجزائر نموذجا)، والشّعر العربي وأسئلة النقد (النقد الثقافي/ النقد النصوصي/
النقد السياقي)، والشّعر العربي والترجمة (التثاقف وفاعلية الانفتاح على الآخر
المختلف).

ويهدف المهرجان،
بحسب المنظّمين، إلى التأكيد على البعد الحضاري والثقافي لمكوّن العربية في الهوية
الوطنية الجزائرية، وترسيخ المكانة الدولية للجزائر بوصفها ملتقى للمثقفين
والشّعراء العرب، والتأكيد على دور الثقافة بوصفها قوة ناعمة وبُعدًا استراتيجيًّا
يضمن للأمة حضورها ومناعتها بين الأمم، والتأكيد على البعد السياحي والتاريخي
للجزائر؛ باعتبارها حاضنة للثقافة العربية من خلال حضور بعض وجوه النخبة الإبداعية
العربية في مجالات الشّعر والفكر والنقد الأكاديمي، والسّعي لتحقيق التواصل
الإنساني من خلال التأكيد على دور الشّعر العربي وأهميته في التواصل والتفاعل بين
ثقافات العالم، وتمكين الشباب الجزائري المُبدع من التفاعل المباشر مع هذه
التظاهرة الثقافية العربية من خلال التواصل المباشر مع المبدعين والنقاد والمشاركة
الفعّالة في الفعاليات.

ويؤّكد منظّمو
هذه التظاهرة الشّعرية الدولية على أنّ “الشّعر يُمثل فنًّا عظيمًا أتاح
للإنسان، منذ أن وُجد أن يجعل من التعبير عن كينونته الفردية والجماعية ومن
التواصل مع الآخر هاجسا مركزيًّا يرتفع به من ابتذال الزمن ورتابته إلى فضاء المغامرة
الجميلة المرتبطة بفضائل اجتراح الإفصاح عن قلق الوجود والسؤال ومطاردة المعنى،
ومحاولة جعل الأرض بيتا مُضاءً بقيم المحبة والصداقة وترانيم الجمال وبطولة البحث
عن جدارة الحياة.

فالشّعر، بهذا
المعنى هو صوت الإنسان الذي لا تخلو منه ثقافة عبر التاريخ أو قل هو البوابة
المشرعة التي ولج منها الإنسان إلى التاريخ، وأسّس لوجوده باللُّغة التي خلعت على
عمى الأشياء بردةَ الأسماء. ومن المعروف أنّ الشّعر العربي مثّل – عبر تاريخه
الطويل – مغامرة باذخة الجمال والتنوُّع امتدّ مسارُها من العهد الجاهلي الذي سبق
الإسلام إلى اليوم، وهو ما يشهد له الإبداع العربي”.

وتُضيف الهيئة
المنظّمة لهذا المهرجان، والتي يرأسُها الشّاعر والباحث، أحمد دلباني، بالقول
“ارتأينا، هنا، أن يكون لقاء الشّعراء العرب على أرض الجزائر المجاهدة
استعادة لقيم النضال التحرُّري من أجل الكرامة ومقاومة اغتراب الإنسان في آلة
المحو المُبرمج الذي جسّدته – وما تزال – وحشية العالم من خلال العدوان والاحتلال
والنزوع إلى العنصرية والدوس على كرامة الإنسان كما نلحظ في الأرض العربية المحتلة.

هذا، في
اعتقادنا، ما يُنيط بالشّعر، والإبداع الفنّي عموما، مهمَّة الانتصار للإنسان
ولقيم العدالة والحرية في عالم تزداد أزماته ويتفاقم فيه الانكماش والانغلاق باسم
الهويات القاتلة. وفي اعتقادنا أيضا أنّ هذا ما يجعل من التواصل الحضاري القائم
على احترام الاختلاف والتعدُّد الثقافي تحدّيًا كبيراً يتمُّ معه استدعاء الترجمة
بوصفها محاولات لا تكلُّ في بناء جسور التواصل بين الشعوب والثقافات تكسر
“جدار برلين الإيديولوجي” المنتصب على قاعدة الجهل، وتُسهم بذلك في
ترميم وجه الإنسانية المتشظّي”.

ويرى المنظّمون
أنّ الشّعر هو موقفٌ والتزامٌ بقضايا الإنسان العادلة، بالقول “هذا الأمر
جعلنا نركز في محاور المهرجان على حضور الشّعر في العالم بوصفه رؤية وموقفًا
والتزامًا بقضايا الإنسان العادلة إلى جانب كونه فنًّا يستدرُّ الجمال من ممارسة
اللُّغة بصورة إبداعية تحيد بها عن النمطية والجمود كما جعلنا نركز أيضا على
الترجمة بوصفها ممارسة ثقافية تحمل على عاتقها مهمّة مدّ الجسور بين الجزر
الثقافية في أوقيانوس العالم”.

يُشار إلى أنّ
برنامج هذا المهرجان الدولي، الذي تُختم فعالياته يوم 17 أبريل، يتضمّن، فضلا عن
المحاضرات العلميّة التي سبقت الإشارة إليها، أمسيات شعرية متنوّعة، وجولة
سياحيّة، على شرف ضيوف المهرجان، إلى بعض مزارات بسكرة العتيقة، وأهمُّها ضريح
الفاتح عقبة بن نافع الفهري (622 م/ 683 م) بالقنطرة، وعدد من المعالم التاريخيّة
الأخرى.

/العُمانية/ النشرة الثقافية/

ميلود بن عمار

< a href="https://news.twaslnews.com/%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%A8%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9/112844/">

‫0 تعليق

اترك تعليقاً