كوفاس تعزز حضورها في إفريقيا وتراهن على الذكاء البياني لمواجهة تصاعد الإفلاسات العالمية

في ظل الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية والمناخية التي يشهدها العالم، تعمل مجموعة كوفاس (Coface) على ترسيخ مكانتها كفاعل محوري في مجال إدارة مخاطر الائتمان، معززة بذلك حضورها الاستراتيجي في القارة الإفريقية.

وخلال لقاء إعلامي نظم يوم 10 أبريل الجاري في الدار البيضاء، شدد المدير العام للمجموعة، كزافييه دوران، على الأهمية البالغة التي تكتسيها البيانات والابتكار في تحسين قدرة المقاولات على التكيف والتصدي للمخاطر، لاسيما في الأسواق الإفريقية التي تعرف دينامية متسارعة وتحديات مركبة.

وأوضح دوران أن كوفاس، التي تواكب اليوم نحو 100 ألف مقاولة في حوالي 200 سوق عبر العالم، أصبحت تعتمد بشكل متزايد على قاعدة بيانات ضخمة ومتجددة تُعد من أبرز أصولها الاستراتيجية.

كما أشار إلى أن المجموعة تسعى إلى توسيع تغطيتها الجغرافية وتعميق فهمها للمخاطر القطاعية والمحلية، بما يواكب تحولات الاقتصاد العالمي.

وقد بلغ حجم التعرض التأميني للمجموعة في نهاية 2024 نحو 715 مليار يورو، مع تسجيل 12 ألف قرار تحكيمي يوميًا، ما يعكس عمق حضورها الدولي ومرونتها في معالجة المخاطر.

لفت دوران إلى أن العالم يمر بمرحلة إعادة تشكل اقتصادي، نتيجة لصدمات متلاحقة انطلقت من أزمة 2008، مرورًا بجائحة كوفيد-19، والحرب في أوكرانيا، والصراعات الجيوسياسية الحالية، والرسوم الحمائية التي فرضتها إدارة ترامب، مؤكدًا أن هذه التحولات تركت آثارًا بنيوية على التجارة وسلاسل التوريد العالمية.

وأوضح أن انتهاء فترة الدعم الحكومي المباشر كشف عن اختلالات في السوق، تمثلت في ارتفاع كبير لحالات الإفلاس، متجاوزًا مستويات ما قبل الجائحة، وهو اتجاه مرشح للاستمرار خلال سنة 2025 بفعل تباطؤ النمو الاقتصادي وتدهور سلوكيات الأداء وضعف هوامش الربح لدى المقاولات.

من جانبه، أشار بونو غانزمان، المدير العام لـ “كوفاس المغرب وإفريقيا الغربية والوسطى”، إلى أن البنية الاقتصادية المغربية، المعتمدة بشكل كبير على المقاولات الصغيرة جدًا (TPE)، التي تمثل حوالي 90% من النسيج الاقتصادي، تجعل البلاد أكثر عرضة لمخاطر الإفلاس وتباطؤ الأداء، ما يعزز الحاجة إلى خدمات التأمين على الائتمان كآلية وقائية.

تعتمد كوفاس على بنية تكنولوجية متقدمة تمكنها من تحليل الإشارات الضعيفة والتفاعل بسرعة مع المتغيرات، وهو ما يسمح لها باتخاذ قرارات دقيقة في الزمن الحقيقي.

وفي ظل المنافسة الشديدة التي يعرفها القطاع، تراهن المجموعة على الابتكار كمفتاح للتميّز والاستدامة، حيث أوضح دوران أن أسعار التأمين على الائتمان شهدت انخفاضًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، ما انعكس إيجابًا على الزبناء من خلال تحقيق مكاسب إنتاجية ملموسة.

وترى كوفاس أن المخاطر لم تعد مجرد تهديد، بل أصبحت مكوِّنًا استراتيجيًا في القرار التجاري، في إطار رؤية جديدة تهدف إلى توسيع نطاق خدماتها في التأمين على الائتمان، والتحصيل، والمعلومات التجارية، مع اعتماد متزايد على التكنولوجيا والبيانات الذكية.

هذه الدينامية الجديدة تعكس طموح كوفاس في أن تكون شريكًا رئيسيًا للمقاولات في مواجهة عالم يتغير بسرعة، حيث لم يعد التنبؤ كافيًا، بل أصبحت القدرة على التكيف والابتكار أساس البقاء والنجاح.