الجنيه الإسترليني يسجّل أعلى مستوياته في ستة أشهر مدفوعًا بموجة تفاؤل عالمي

افتتح الجنيه الإسترليني تعاملات السوق الأوروبية يوم الثلاثاء على ارتفاع ملحوظ، ليسجل أعلى مستوى له في ستة أشهر مقابل الدولار الأمريكي، مواصلاً سلسلة مكاسبه لليوم السادس على التوالي، وسط تحسّن ملحوظ في شهية المخاطرة بالأسواق العالمية.

ويعكس هذا الصعود المستمر حالة من الارتياح في أوساط المستثمرين، في ظل تراجع المخاوف بشأن التوترات التجارية العالمية، بعد خطوات أمريكية تهدئ من نبرة التصعيد، وتفتح الباب أمام فرص تسوية.

ارتفع سعر صرف الجنيه الإسترليني بنسبة 0.25% ليصل إلى 1.3218 دولار، وهو الأعلى منذ 3 أكتوبر 2024، مقارنة بسعر افتتاح الجلسة عند 1.3189 دولار، بينما سجّل أدنى مستوى خلال اليوم عند 1.3164 دولار.

وكان الجنيه قد قفز يوم الإثنين بنسبة 0.8%، محققًا خامس مكسب يومي على التوالي، وهي أطول سلسلة مكاسب في عام 2025 حتى الآن، مدعومًا بإعفاءات جمركية أمريكية شملت مجموعة من السلع الأساسية.

بدأت الأسواق الأسبوع بأداء قوي بعد فترة من القلق، مستفيدة من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إعفاءات مؤقتة من الرسوم الجمركية.

القرار شمل منتجات حيوية مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وأشباه الموصلات، ما أطلق موجة من التفاؤل بشأن تهدئة محتملة في النزاع التجاري العالمي.

وأتبعت هذه الإجراءات توجيهات من هيئة الجمارك الأمريكية مساء الجمعة 11 أبريل 2025، أعفت فيها عددًا من المنتجات الإلكترونية من الرسوم العقابية. كما أعلن ترامب عن تعليق عام للرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا على معظم الدول، مما ساهم في استقرار الأسواق.

على الجانب المحلي، قلّصت الأسواق رهاناتها على خفض وشيك لأسعار الفائدة في بريطانيا، وسط مؤشرات على تشدد مالي مرتقب.

فقد تراجعت التوقعات بشأن خفض بنك إنجلترا لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع مايو المقبل، من 75% إلى 55%، بعد أن أثارت تصريحات وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز الجدل، حيث أكدت تمسكها بمجموعة صارمة من “القواعد المالية” تتضمن خفض الإنفاق العام وزيادة الضرائب.

ويترقب المستثمرون في وقت لاحق اليوم صدور بيانات مهمة من سوق العمل البريطاني، والتي ستكون حاسمة في إعادة تسعير توقعات السياسة النقدية خلال المرحلة المقبلة.