شكرا لقراتكم خبر عن «سد النهضة»: توافق مصري – إثيوبي على إنجاز اتفاق خلال أربعة أشهر
خبير بيئي يطالب بإعلان «حالة طوارئ مناخية» في المغرب
طالب خبير بيئي مغربي بإعلان حالة طوارئ مناخية في البلاد، في ظل ارتفاع درجات الحرارة في البلاد بوتيرة سريعة، مشيراً إلى أن المغرب فقد 22 ألف هكتار من ثروته من الغابات بسبب الحرائق.
وقال الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، محمد بنعبو، في مقابلة مع وكالة أنباء العالم العربي، إن مجموعة من التقارير الدولية «أكدت أن ارتفاع درجات الحرارة بالمغرب سيستمر إلى نهاية القرن، وهناك تقارير أخرى لعلماء المناخ تؤكد أن منطقة شمال أفريقيا ومنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط تعيش تغيرات مناخية استثنائية».
وأضاف بنعبو موضحاً أنه «على مستوى الموارد الطبيعية، نلاحظ أننا نفقد كل سنة عدداً كبيراً من المنظومات الغابية جراء الحرائق، التي نعيشها بسبب ارتفاع درجة الحرارة».
وشهد المغرب 6 حرائق غابات العام الماضي في وقت متزامن، ما تسبب في خسائر جسيمة في الحياة النباتية والحيوانية، فضلاً عن تلوث الهواء وتهديد صحة السكان.
وبحسب بنعبو، فقد المغرب العام الماضي 22 ألف هكتار من ثروته من الغابات، مضيفاً أن هناك توقعات بأن تتجاوز الحرارة 47 درجة مئوية في بعض المناطق بالمغرب خلال الفترة المقبلة.
وتابع خبير المناخ المغربي قائلاً: «عندما نتحدث عن درجة حرارة بهذا المستوى فهذا يعني أن هناك إيقاعاً آخر، وهو كيف يمكن التعامل مع هذه التغيرات المناخية، وكيف نتكيف على مستوى مجموعة من القطاعات، خصوصاً القطاعات التي تستهلك بشكل كبير الموارد الطبيعية بشكل عام، والموارد المائية بشكل خاص»، مشيراً إلى القطاع الزراعي الذي يستهلك 87 بالمائة من الموارد المائية في المغرب، على حد قوله.
ويعتمد المغرب في توفير المياه على الأمطار والأنهار والمياه الجوفية والبحيرات، غير أن موارده المائية تراجعت في السنوات الأخيرة بسبب التغيرات المناخية. وفي هذا السياق، قال بنعبو: «هذه هي السنة السادسة على التوالي التي نعيش فيها على إيقاع الجفاف في المغرب، بسبب التراجع غير المعتاد في الموارد المائية. وإلى حدود اليوم، يملك المغرب 5 مليارات مكعبة فقط من المياه الموجودة في السدود على المستوى الوطني».
وتقول وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات المغربية، في موقعها على الإنترنت، إن الاستراتيجية الزراعية المغربية تعتمد على التكيف مع التغيرات المناخية، والتخفيف من آثار الغازات المسببة للاحتباس الحراري. مبرزة أن هذه الجهود تمحورت بشكل خاص حول التحكم في مياه الري «من خلال توسيع المساحات المغروسة بالأشجار المثمرة، بهدف الرفع من قدرات امتصاص الكربون والتخفيف من الانبعاثات».
وفي هذا الصدد، قال بنعبو إن التكيف اليوم «أصبح مطلوباً بشكل مستعجل»، مضيفاً أن «المستعجل أكثر هو إعلان حالة الطوارئ المناخية… لأننا نلاحظ اليوم أننا نعالج كل حالة مناخية على حدة، من آثار الجفاف وتأخر الأمطار مثلاً، ونخصص مبالغ مالية مهمة لتعويض الخسائر والأضرار بالنسبة للمجال الفلاحي، ونعالج مسألة حرائق الغابات على حدة، ونخصص لها مبالغ مهمة لنكون استباقيين من أجل إنقاذ آلاف الهكتارات كل سنة من اندلاع الحرائق… وبما أن كلها قضايا مرتبطة بتغير المناخ، وتأثيرها على المستوى الوطني، يا حبذا لو يكون هناك إعلان عن حالة طوارئ مناخية، لأنها مسألة ستعطي قيمة مهمة للمغرب على المستوى العالمي».
حالة طوارئ مائية
وأكد بنعبو أن المغرب يعيش حتى الآن على إيقاع حالة طوارئ مائية، ما جعله يُسرع من إنجاز مجموعة من المشاريع على المستوى الوطني من أجل تحقيق الأمن المائي، «ونفس الشأن سيحدث لو تم الإعلان عن حالة طوارئ مناخية… وبالتالي سيكون للمغرب حق الولوج إلى كثير من المنح، التي تخصصها المؤسسات البنكية الدولية من أجل أن يكون المغرب أكثر صموداً في وجه هذه التغيرات المناخية الجارفة».
ومضى قائلاً: «العالم وصل إلى تنظيم 27 قمة حول المناخ، وهو على مشارف قمة جديدة في دبي، وكل المؤتمرات والقمم شاركت فيها الدول المسؤولة تاريخياً عن الانبعاثات المسببة للاحترار العالمي. والمغرب ضحية من بين مجموعة من الدول الضحايا لهذا التغير المناخي لأنه لم يساهم إلا بالقليل جداً مقارنة مع دول أخرى، وفي مقدمتها الصين وأميركا وكندا».
درجات حرارة متطرفة
يتفاوت متوسط درجات الحرارة في المغرب، ففي الشتاء تتراوح درجات الحرارة في معظم المناطق بين 10 و20 درجة مئوية، بينما تصل في الصيف إلى ما يقرب من 40 درجة مئوية في بعض المناطق الداخلية، في حين تكون الحرارة في المناطق الساحلية أقل قليلاً وتتراوح بين 25 و35 درجة مئوية.
ووفقاً للحسين بوعابد، مسؤول التواصل في المديرية العامة للأرصاد الجوية بالمغرب، فقد تجاوزت درجات الحرارة المعدل الموسمي بما يتراوح بين درجتين و10 درجات مئوية في الأسبوع الأخيرة من يونيو (حزيران) الماضي، خاصة في جنوب وسط وجنوب شرقي البلاد.
وقال عبد الحكيم الفيلالي، وهو أستاذ جامعي في علم المناخ في مدينة خريبكة، لوكالة أنباء العالم العربي: «ما تم تسجيله خلال السنوات الأخيرة هو أن متوسطات درجات الحرارة أصبحت متطرفة وغير مسبوقة، ويكفي أن نقول إن المديرية العامة للأرصاد الجوية بالمغرب والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، والوكالة الأميركية للأرصاد الجوية أثبتت أن شهر يونيو الماضي يعد أحر شهر منذ بداية تسجيل الحرارة، أي تقريباً منذ منتصف القرن 19». مشيراً إلى أنه خلال فصلي الخريف والشتاء الماضيين عاش المغرب ودول أخرى موجات برودة غير مسبوقة، «وهذا يعني أن التغير المناخي لا يرتبط فقط بتردد موجات من الحرارة، بل كذلك من البرودة».
وأضاف الفيلالي موضحاً أن البرودة القاسية التي نعيشها خلال الخريف والشتاء «مرتبطة بهبوب كتل هوائية من المناطق القطبية من شمال أوروبا وأميركا وروسيا، حيث أصبحت تسجل مقاييس ثلجية غير مسبوقة، لأن ارتفاع درجة الحرارة هو الذي يحفز، ويوفر ظروف تساقط أكبر كمية من الثلوج، «وتساقط كمية كبيرة من الثلوج هو الذي يجعلنا نشعر بأن الحرارة تنخفض بشكل أكبر مما كانت عليه سابقاً خلال الخريف والشتاء، لكن في الحقيقة، الاحتباس الحراري هو الذي يحفز تساقط الثلوج».
وفسّر الفيلالي أسباب ارتفاع درجات الحرارة في المغرب بوجود رياح مقبلة من جنوب الصحراء، «لكن العامل الأساسي هو وجود خلل في دورة الكربون، فالكربون يوجد في الغلاف الجوي والصخور والمياه والغطاء النباتي، خاصة في الغابات». وقال بهذا الخصوص: «حينما نتحدث عن خلل دورة الكربون، فهذا يعني أن نسبة الانبعاثات أصبحت أكثر تركيزاً في الغلاف الجوي، ما يساعد على الاحتفاظ بكمية أكبر من درجة الحرارة في الطبقة السفلى من الغلاف الجوي».
ويعتقد الفيلالي أن تداعيات ارتفاع درجات الحرارة «غير محدودة». واستطرد قائلاً: «لحسن الحظ في المغرب، وجودنا في بيئة شبه جافة وحارة في نفس الوقت يجعلنا نتكيف مع هذا الارتفاع في درجات الحرارة، لكن يبقى أثرها كبيراً، خاصة على مستوى الجفاف، وارتفاع حاجة النباتات للماء، لأن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى مزيد من التبخر للمسطحات المائية، وتبخر الغطاء النباتي».
[ad_2]