اتفاق النفط العراقي مقابل الغاز الإيراني يدخل حيز التنفيذ

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكرا لقراتكم خبر عن اتفاق النفط العراقي مقابل الغاز الإيراني يدخل حيز التنفيذ

اتفاق النفط العراقي مقابل الغاز الإيراني يدخل حيز التنفيذ

أعلنت وزارة الكهرباء العراقية عودة استقرار إنتاج الطاقة إلى أكثر من 24 ألف ميغاواط، وذلك عقب دخول الاتفاق العراقي – الإيراني المتعلق بمبادلة النفط الأسود العراقي بالغاز الإيراني، حيز التنفيذ.

وقالت الوزارة، في بيان، اليوم (الجمعة)، إن «المنظومة الكهربائية سجلت ارتفاعاً بأحمالها ليل الخميس، وعاودت تحقيق معدل استقرار الإنتاج بأكثر من 24 ألف ميغاواط، بعد تدفق جزء من إمدادات الغاز المورد للمنطقة الجنوبية بحسب اتفاق مقايضة النفط الأسود بالغاز» الذي عقد الأسبوع الماضي.

وأضافت أن «وحدات أخرى جاهزة لدينا للتشغيل، من شأنها إضافة طاقات توليدية للمنظومة بحال توفرت إمدادات الغاز، الذي ننتظر زيادة إطلاقاته». وتابعت: «جرى تشغيل جزء من وحداتنا التوليدية على الجازولين، وأسهمت بالصعود بمعدلات الإنتاج المتحقق وتحسن بساعات تجهيز الكهرباء».

يأتي ذلك في ظل ما بدا أنه صمت أميركي لأيام حيال هذا الاتفاق الذي قيل إن الحكومة العراقية ناقشته قبل شهور، لكنها ترددت في تنفيذه خشية رفض واشنطن، التي تفرض عقوبات اقتصادية على طهران. لكن بعد اشتداد موجة الحر التي ضربت العراق خلال شهر يوليو (تموز) الحالي، والتي قاربت 50 درجة في بعض المدن، ولا سيما الجنوبية، وبدء تململ الشارع مما اعتبروه مجرد وعود حكومية تتكرر سنوياً، أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن التوصل إلى هذا الاتفاق مع الجانب الإيراني.

وبينما تزامن توقيع الاتفاق مع توقيع العراق اتفاقاً ضخماً مع شركة «توتال إنيرجي» الفرنسية، بمبلغ يزيد على 27 مليار دولار بخصوص الطاقة والنفط والغاز. وفيما قوبل الاتفاق مع الشركة الفرنسية بترحيب أميركي، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية تأكيدها مواصلة إدارة الرئيس جو بايدن تطبيق جميع العقوبات المفروضة على إيران.

ونقلت قناة «الحرة» عن متحدثة باسم الخارجية الأميركية قولها: «تبقى أساسيات سياستنا على ما هي عليه، وهي أنه يمكن لإيران الوصول إلى عائدات مشتريات الطاقة العراقية من أجل المعاملات الإنسانية وغيرها من المعاملات غير الخاضعة للعقوبات». وأضافت المتحدثة أن «الولايات المتحدة تدعم بقوة مسار العراق نحو الاستقلال الذاتي في مجال الطاقة والجهود التي تبذلها الحكومة العراقية لتحسين الخدمات الأساسية للشعب العراقي»، مؤكدة أن «أي ادعاء بأن العقوبات الأميركية على إيران تجعل طهران تحد من إمدادات الغاز للعراق هو ادعاء خاطئ».

وأشارت إلى «وجود تشاور منتظم مع السلطات العراقية حول العقوبات المفروضة على إيران، التي لا تزال سارية بسبب الأنشطة النووية الإيرانية المستمرة»، مردفة بالقول: «نسعى للتأكد من أن عقوباتنا على إيران لا تضر بالعراق». ولفتت المتحدثة الأميركية إلى أن «حد إيران من إمدادات الغاز يهدف للضغط وابتزاز الحكومة العراقية وشعبها»، مستدركة: «ليس لدينا أي تعليق في الوقت الحالي على تقارير عن ترتيب مقايضة بين العراق وإيران».

إلى ذلك، دعا رئيس «تحالف الفتح» هادي العامري إلى اتخاذ «موقف تجاه إجراءات الخزينة الأميركية»، وفي ذلك في إشارة إلى عدم الموافقة على تحويل الأموال التي بذمة العراق إلى إيران مقابل الغاز، ما تسبب بإيقاف تصديره، وبالتالي تراجع ساعات الكهرباء في ظل درجات حرارة لاهبة.

وقال العامري، في مناسبة دينية، الجمعة، إنه «من المعيب علينا أن يتحكم فينا موظف في الخزانة الأميركية». وأضاف: «أطالب القوى السياسية باتخاذ موقف موحد لاستقلال العراق».

وفي الوقت الذي كانت واشنطن تعتمد فيه نظام السماحات للعراق بشأن التعامل مع إيران خارج نطاق العقوبات الأميركية المفروضة عليها على عهد حكومات حيدر العبادي وعادل عبد المهدي ومصطفى الكاظمي، فإنها أوقفت تلك السماحات على عهد رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، برغم النشاط غير المسبوق للسفيرة الأميركية في بغداد، إلينا رومانسكي، وإعلانها دعم بلادها المستمر لخطوات السوداني في ميادين الإصلاح ومحاربة الفساد وتعزيز التواصل مع الجانب الأميركي على مختلف المستويات.

وكانت مشكلة العراق مع الخزينة الأميركية طرأت عندما بدأت أسعار الدولار بالارتفاع مقابل الدينار العراقي قبل أشهر. وعزت واشنطن الأمر إلى عدم استخدام العراق نظام المنصة الإلكترونية بعد عامين من التحذير الأميركي بشأن تحويلات الدولار عبر نافذة بيع العملة التي يعتمدها منذ سنوات البنك المركزي العراقي، في حين اعتبرت أوساط عراقية، وخاصة تلك التي تناصب أميركا العداء، أن ما تقوم به الخزانة الأميركية والفيدرالي الأميركي بمثابة عقوبة ضد العراقيين.

* اتصال غامض

من جانب آخر، كشف موقع «ميدل إيست آي» البريطاني تفاصيل مضمون اتصال هاتفي جرى بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الحكومة العراقي محمد شياع السوداني. ونقل الموقع عن مسؤول مقرب من السوداني إشارته إلى تهديدات ضمنية حول ضمان المصالح الأميركية، التي قد تؤدي إلى استهداف «حركة حزب الله – النجباء» العراقية وزعيمها أكرم الكعبي.

وتأتي هذه التهديدات عقب هجوم على موقع في الحسكة السورية أوقع قتلى وجرحى أميركيين قبل شهور. وسلط التقرير بترجمته العربية، الضوء على الدور المتصاعد لزعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، وما يثيره ذلك من هواجس داخل «الإطار التنسيقي»، وحقيقة موقف التهدئة الذي تدفع إليه طهران، استعداداً لما يقول التقرير إنها الحرب المقبلة مع إسرائيل.

وطبقاً للتقرير، فإن بايدن أعرب في اتصاله مع السوداني عن «استياء» إدارته من «الهجمات التي نفذتها الجماعات العراقية ضد القوات الأميركية في سوريا». وأوضح التقرير أن قراءة السوداني للاتصال الهاتفي تناولت هذه النقطة، حيث اتفق الزعيمان على أنه «لا ينبغي استخدام العراق كنقطة انطلاق لمهاجمة» جيرانه، أو القوات التابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وبحسب أحد المقربين من السوداني، فإن بايدن ذكّر رئيس الحكومة العراقي بـ«لطف» بأن الإدارة الأميركية «تدعم حكومته بدرجة واسعة، إلا أن هذا الدعم ليس مجانياً ولا مفتوحاً».



[ad_2]

‫0 تعليق

اترك تعليقاً