شكؤا متابعينا الكرام لمتابعتكم خبر عن قضايا وآراء في الصحافة العالمية
عواصم في 21 أبريل /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها وتتعلق بلعبة نتنياهو الخاسرة في غزة، وإعادة صياغة الدبلوماسية في عالم القطب التكنولوجي بالإضافة إلى جهود مجموعة البريكس في مجال المناخ.
فصحيفة “ديلي صباح” التركية نشرت مقالًا بعنوان “لعبة نتنياهو الخاسرة: العزلة في الولايات المتحدة، والإبادة الجماعية في غزة” بقلم الكاتب “محمد راكيب اوجلو” وهو محاضر بقسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة ماردين أرتوكلو التركية.
واستفتح الكاتب مقاله بالتأكيد على أنه اعتبارًا من أبريل 2025، أصبح قطاع غزة أرضًا للإبادة والتهجير الإسرائيلي الممنهج، حيث استشهد أكثر من 50,000 فلسطيني – معظمهم من المدنيين – منذ 7 أكتوبر 2023، ودُمّرت البُنى الأساسية الاجتماعية والطبية والتعليمية للقطاع.
ويُقدّر إجمالي عدد الشهداء والجرحى في غزة بأكثر من 186,000 وفقًا لتقرير مجلة لانسيت.
ويرى أن حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة على غزة هي جهد متعمد وواسع النطاق ليس فقط للقضاء على حركة حماس، بل لتفكيك قدرة غزة على البقاء والاستمرار.
وأبدى الكاتب استغرابه قائلًا: على الرغم من التوثيق المكثف من قبل منظمات دولية مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، فقد صعّدت الحكومة الإسرائيلية هجماتها تحت ستار الأمن، بينما تُصوّر التفتيت الإقليمي من خلال ممرات مثل نتساريم وفيلادلفيا والآن محور موراغ، على أنه ضرورات تكتيكية.
وأشار إلى أن هذه المناورات تُشكّل مشروعًا أوسع لإعادة الهندسة الديموغرافية والتهجير القسري في فلسطين.
ويعتقد الكاتب بأنه رغم قدرة إسرائيل على تنفيذ جميع الاستراتيجيات لتدمير غزة، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخسر الحرب.
وقال في هذا الجانب: “كما كتب رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت في صحيفة هآرتس، مُصرّحًا بأن إسرائيل أقرب إلى حرب أهلية من أي وقت مضى، يسعى نتنياهو إلى إيجاد سبل للخروج من مستنقع غزة، فيتنام إسرائيل- على حد وصفه”.
وأضاف الكاتب: “يشن نتنياهو حربًا لا هوادة فيها على غزة، ويجد نفسه محاصرًا سياسيًّا.
ومع فشل الحملة العسكرية في القضاء على حماس وتصاعد الغضب الدولي إزاء ما يُشار إليه على نطاق واسع بالإبادة الجماعية، يعتمد نتنياهو على استراتيجيتين هشتين: الأولى تتعلق بدعم الولايات المتحدة، والثانية تتعلق بحرب غزة”.
ووضح أن نتنياهو يسعى إلى إعادة تفعيل الدعم الأمريكي الكامل في ظل رئاسة دونالد ترامب، إذ يُمثل هذا الدعم أولوية قصوى، ويشكل درعًا دوليًّا يحمي إسرائيل.
وتطرق الكاتب إلى زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة في 7 أبريل الماضي هدفت بوضوح إلى إحياء التحالف التاريخي بين واشنطن وتل أبيب.
ونوه إلى أن هذه الزيارة، غير المخطط لها والتي عانت من عائق دبلوماسي، تُشير إلى تراجع الدعم الأمريكي غير المشروط.
ومن وجهة نظر الكاتب فإن فشل نتنياهو في الحصول على الدعم الكامل لا يقتصر على الشخصيات السياسية فحسب، بل يعكس أيضًا تغييرًا هيكليًّا أكثر جوهرية في الرأي العام الأمريكي.
وبين أن أمام هذا التحوّل، لجأ نتنياهو إلى خياره الثاني – والأكثر خطورة – وهو تصعيد حرب غزة. فلم تعد هذه مجرد حملة عسكرية ضد حماس، بل حملة تدمير وهندسة ديموغرافية شاملة وواسعة النطاق.
وأكد على أن نتنياهو يدرك أن حملاته العسكرية لا تُسفر عن نصر ملموس، بل عن فشل، ومع ذلك، فإن فرصته الوحيدة للبقاء في السلطة هي استمرار الحرب.
وخلاصة القول في نظر الكاتب: لم تعد استراتيجية نتنياهو المزدوجة، المتمثلة في البحث عن غطاء في واشنطن مع تسريع التطهير العرقي في غزة، قابلة للاستمرار. فقد كشفت الزيارة الدبلوماسية إلى الولايات المتحدة عن عزلة، بينما كشفت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة عن نية التدمير.
وقال في ختام مقاله إن مشروع إسرائيل في غزة ليس حربًا، بل هو مشروع إبادة لفلسطين. وإذا استمر هذا، فمن المرجح أن تمتد عواقبه إلى ما هو أبعد من غزة.
كما نشرت ذات الصحيفة مقالًا بعنوان: “إعادة صياغة الدبلوماسية في عالم القطب التكنولوجي” بقلم الكاتب “إيرمان اكيلي” وهو أستاذ في قسم العلاقات الدولية بجامعة أنقرة حاجي بيرم ولي.
واستهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن منتدى أنطاليا للدبلوماسية، الذي عُقد في تركيا أخيرا تحت شعار “استعادة الدبلوماسية في عالم مجزّأ”، قد بحث في التعقيد المتزايد للحوكمة العالمية في ظل التحولات الجيوسياسية والاضطرابات التكنولوجية والإرهاق المؤسسي.
ووضح أن من الموضوعات الرئيسة في منتدى أنطاليا للدبلوماسية 2025 – والتي سُلِّط الضوء عليها في جلسة “القوة العظمى الصامتة: انعكاسات العلم وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في العلاقات الدولية” – كان دور الذكاء الاصطناعي في الشؤون العالمية.
وقال في هذا الجانب: “في الوقت الذي تمت فيه مناقشة هذا الموضوع إلى جانب قضايا مثل التكيف مع تغير المناخ والأمن الغذائي وتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن إدراج الذكاء الاصطناعي أشار إلى تحول دبلوماسي أوسع نطاقًا: وهو إدراك أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد مسألة تقنية، بل هو مجال سياسي وأخلاقي يُشكِّل النظام العالمي التكنولوجي القطبي الناشئ.
وفي هذا المشهد المتطور، تُعرَّف القوة العالمية بشكل متزايد بالسيطرة على البنية الأساسية التكنولوجية والأنظمة الخوارزمية ونظم الابتكار التي تتركز في عدد قليل من المراكز الجيوسياسية والشركاتية”.
ويرى الكاتب أن التنافسات بين الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي قد أدت إلى مزيد من تجزئة المجال الرقمي، مما يؤكد على الحاجة إلى منتديات مثل منتدى التنمية الآسيوي لتعزيز الحوار الاستراتيجي بما يتجاوز الأطر الثنائية للمنافسة.
وذكر أن منتدى التنمية الآسيوي 2025 قد ركز على كيفية إعادة تشكيل الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة للدبلوماسية ونماذج التنمية والتسلسلات الهرمية العالمية.
وشددت المناقشات على مخاطر عدم التماثل الرقمي، حيث تواجه الدول التي تفتقر إلى الوصول إلى البيانات أو القدرة الحاسوبية أو شبكات الابتكار إقصاءً أعمق من الاقتصاد الرقمي. وفي هذا السياق، تُصبح الحوكمة الشاملة المتجذرة في الإنصاف والمساءلة والتعاون الاستراتيجي أمرًا بالغ الأهمية.
وتحدث الكاتب أيضًا عن منتدى أفريقيا للذكاء الاصطناعي 2025 الذي شكّل منصةً لتعزيز ديمقراطية الحوكمة التكنولوجية.
ولفت إلى أن أصواتًا من أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا دعت إلى أطر عمل للذكاء الاصطناعي تتسم بالإنصاف والتعددية اللغوية والتصميم المشترك. وشمل ذلك دعواتٍ لبناء القدرات، والاستثمار في منظومات الابتكار المحلية، وتعزيز التعاون فيما بين بلدان الجنوب في تطوير البنية الأساسية الرقمية.
والأهم من ذلك، ركزت المناقشات على دور سياسات الابتكار الوطنية في تمكين تنمية تكنولوجية أكثر استقلالية ومرونة.
ونوه إلى أن عدة دول قد أكدت على أهمية دمج الذكاء الاصطناعي في استراتيجيات التنمية الوطنية، وربط السياسات التنظيمية والتعليم واستخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع العام بدعم من الشراكات الدولية. ووُضعت هذه النماذج التعاونية، بما في ذلك الابتكار مفتوح المصدر وأطر الترخيص العادلة، كمساراتٍ نحو مستقبل رقمي أكثر تعددية.
ويرى الكاتب أن هذا التركيز يتماشى مع الاتجاهات العالمية، كتلك التي لوحظت في قمة باريس للعمل من أجل الذكاء الاصطناعي (2024)، حيث أيدت 58 دولة إعلانًا يدعو إلى تطوير شامل ومستدام للذكاء الاصطناعي.
من جانب آخر، قالت الكاتبة “فيرجينيا فيرنيس” أن قيادة مجموعة البريكس تهدف في مجال المناخ إلى التمسك بمعالجة الانقسامات العميقة.
وأوضحت في مقالها الذي نشرته صحيفة “اليابان اليوم” أن مجموعة بريكس (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب أفريقيا) تهدف إلى لعب دور قيادي في المفاوضات المناخية العالمية، خاصة بعد تراجع دور الولايات المتحدة في هذا المجال.
ومع ذلك، يواجه تحالفها تحديات داخلية بسبب الاختلافات السياسية والاقتصادية بين أعضائه، مما قد يعيق قدرته على تقديم حلول مناخية فعالة.
ونوهت الكاتبة إلى أنه مع انسحاب الولايات المتحدة جزئيًّا من الجهود المناخية العالمية، تظهر مجموعة بريكس كقوة بديلة مؤثرة، خاصة بعد نجاحها في التوصل إلى اتفاقيات خلال مؤتمر الأطراف السادس عشر (COP16) حول تمويل حماية التنوع البيولوجي.
وأشارت إلى أن دولًا مثل جنوب أفريقيا (رئيسة مجموعة العشرين) و البرازيل (مستضيفة COP30) تستعد لتعزيز نفوذ المجموعة في المحافل الدولية.
وذكرت أنه وفقًا وفقًا للمفاوضين، يمكن لبريكس أن تكون جسرًا بين دول الجنوب العالمي والدول المتقدمة، خاصة مع صعود حكومات يمينية متطرفة في أمريكا وأوروبا تعطي أولوية للمصالح المحلية على المناخ.
وفيما يتعلق بالتحديات الداخلية للمجموعة، قالت الكاتبة إنها عديدة ولكن أهمها:
أولًا: الخلافات حول التمويل، إذ ترفض دول بريكس (متوسطة الدخل) تحمل التزامات مالية كالدول الغنية، مما يعيق التوصل لاتفاقيات تمويل المناخ.
ثانيًا: تناقض المصالح، حيث تركز بعض دول المجموعة على الحفاظ على صادرات الوقود الأحفوري، بينما تدفع دول أخرى نحو تسريع إزالة الكربون.
وترى الكاتبة أن بريكس لديها فرصة تاريخية لقيادة أجندة مناخية بديلة، لكن نجاحها يعتمد على تجاوز الخلافات الداخلية (خاصة حول التمويل والمصالح الوطنية، واستغلال الفراغ الأمريكي لتعزيز إصلاح المؤسسات المالية العالمية، وتقديم نموذج يعكس مطالب دول الجنوب التي تطالب بدور أكبر في صنع القرار مقابل التزاماتها البيئية.
وخلاصة القول في نظر الكاتبة، إذا تمكنت مجموعة بريكس من تحقيق توازن بين طموحاتها الجيوسياسية والتزاماتها المناخية، فقد تسهم بأدوار محورية في المعركة ضد تغير المناخ.
/العُمانية/
أحمد صوبان
< a href="https://news.twaslnews.com/%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%A8%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9/205824/">