خيانة في حياة البشر
تظل الخيانة وصمة عار تلاحق صاحبها، وتظل تاركة وجعا وغصة في قلب من تعرض للخيانة، فبعد تعرضه للخيانة من أقرب الناس لقبله، تتغير حياته كليا، ولا يعود لطبيعته مرة أخرى، حتى أنه نفسه يشتاق أن يعود لحياته كما في السابق، ولكن لا يعود الأمر كما كان، فمن يتحطم لا يجبر كسره، ولا يمكن لأحد أن يجمع ما تحطم منه، فتنقلب حياته رأسا على عقب ، وينظر لجميع النساء على أنهم خائنات، وكذلك تنظر السيدة للرجال على أنهم خائنون، فلا تستطيع أن تثق في أحد أبدا، وتتمنى لو تفقد الذاكرة وتنسى ما تعرضت له، وتمحى هذه المشاهد واللحظات من حياتها، لا تريد أن تعود لنفس الوتيرة مرة أخرى وكأنها أسيرة لها، بل تريد أن تعيش حياتها ولكنها لا تعرف، فقد فقدت الثقة في البشر بشكل عام، ولها كل العذر في ذلك، فمن شاهدت زوجها يخونها مع أقرب الناس إليها، لن تستطيع أن تنسى تلك المشاهد، وتلك اللحظات، ولن تتمكن من الثقة في أحد مرة أخرى.
قصص وحكايات
محكمة الأسرة تضم في داخلها قصص وحكايات تقشعر لها الأبدان، لا يصدق عقل مت يسمعه، ما بين بكاء سيدة، وما بين تعرض رجل للخيانة الزوجية، إناس يخرجون من المحكمة وغيرهم يدخلون، وعلى وجوههم سمة واحدة وهي الحزن والضجر من الحياة، ربما بسبب الهموم الذين يحملوها فوق رؤوسهم، وربما لأنهم يريدون الخلاص بسرعة من تلك الحياة، سيدات تبكي ورجال ينظرون إلى الأرض، يتحسرون على الحالة التي وصلوا إليها، فلم يخطر ببالهم أن نهاية زواجهم ستكون محكمة الأسرة، وإذا نظرت إلى عينيه ستجدها تحمل هموم وحزن يكفيه حتى يموت، وإذا دخلت إلى قاعة المحكمة ستسمع حكايات تقشعر لها الأبدان، ما بين خيانة وبخل وضرب وإهانة، وهذا كله يكون نهايته الطلاق.