شكؤا متابعينا الكرام لمتابعتكم خبر عن دجاج أمريكي بالكلور على مائدة السياسة والاتحاد الأوروبي يضع “فيتو”.. ما القصة؟
بينما تتصاعد وتيرة النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا، يطفو إلى السطح ملف شائك يتجاوز الاقتصاد ليصل إلى موائد الطعام: “الدجاج المكلور”. ففي الوقت الذي تسعى فيه واشنطن لإدراجه ضمن اتفاقيات تجارية جديدة، ترفض بروكسل ولندن هذا المنتج بشكل قاطع، معتبرة إياه مخالفًا لمعايير سلامة الغذاء الأوروبية.
ما هو الدجاج المكلور؟
يشير مصطلح “الدجاج المكلور” إلى الدواجن التي تُغسل بماء يحتوي على الكلور أو بمواد كيميائية معقمة بعد الذبح، إذ يعتبر الهدف من هذه المعالجة هو القضاء على البكتيريا المسببة للأمراض مثل السالمونيلا والإشريكية القولونية. وتُعرف هذه العملية في الولايات المتحدة باسم “معالجة تقليل مسببات الأمراض”، وهي ممارسة مسموح بها وتُطبق أيضًا على لحوم الأبقار.
الاتحاد الأوروبي: الكلور ليس الحل
في المقابل، يرفض الاتحاد الأوروبي هذا النوع من المعالجة منذ عام 1997، حين أصدر قرارًا بحظر استخدام الكلور والمواد المماثلة في تنظيف اللحوم، وبالتالي تم حظر استيراد الدواجن الأمريكية المعالجة بهذه الطريقة. ولا يتعلق الموقف الأوروبي بالكلور كمادة فقط، بل بما يرمز إليه من تغطية على ممارسات غير صحية في مراحل سابقة من الإنتاج.
خلاف جوهري في فلسفة سلامة الغذاء
وعلى إثر ذلك، تكمن جذور الخلاف في اختلاف الفلسفة التنظيمية بين الجانبين، ففي حين تعتمد أوروبا على نهج “السلامة من المزرعة”، حيث يتم التحكم في مسببات الأمراض أثناء حياة الحيوان عبر التطعيم وتحسين العلف، تفضل الولايات المتحدة التركيز على المعالجة بعد الذبح باستخدام مواد كيميائية مضادة للبكتيريا.فيما يرى الأوروبيون أن الاعتماد على المواد الكيميائية أشبه بوضع “لاصق طبي على جرح ملوث”، في حين تُظهر الإحصاءات أن النهج الأوروبي أدى إلى تقليل حالات الإصابة بالسالمونيلا بنسبة 50% خلال العقدين الماضيين.

ترامب والدجاج: الاقتصاد في خدمة الغذاء
في ذروة الحرب التجارية التي خاضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، اعتبر رفض أوروبا استيراد الدجاج الأمريكي “تمييزًا تجاريًا”، وحاول الضغط لإدراجه ضمن أي اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة. ووفق شبكة NPR، فإن ترامب استخدم هذا الملف كورقة ضغط ضمن مفاوضات الرسوم الجمركية.ورغم أن أقل من 5% فقط من منشآت تجهيز الدواجن في أمريكا ما زالت تستخدم الكلور، فإن السمعة السلبية المرتبطة بـ”الدجاج المكلور” لا تزال تلاحق المنتج الأمريكي.
بدائل أكثر أمانًا؟
بعض المنشآت الأمريكية انتقلت لاستخدام بدائل مثل حمض البيروكسي أسيتيك، وهو مزيج من الخل وبيروكسيد الهيدروجين، يُستخدم أثناء عملية التبريد ويُعتبر أكثر قبولًا في الأسواق التي تحظر الكلور. ورغم ذلك، لا تزال بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي ترفض استيراد الدجاج الأمريكي، بغض النظر عن طريقة معالجته.
< a href="https://news.twaslnews.com/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1/137399/">