ينبغي على الآباء فهم تصرفات أطفالهم ، ولا يعاملونهم كاناس بالغين. فيجب عليهم النزول إلى عقولهم وفهم أفعالهم من وجهة نظرهم وليست من وجهة نظر الكبار. ينبغي على جميع الناس أن يعلموا أنه لا يمكن التعلم دون الوقوع في بعض الأخطاء ،
ولابد من التعامل مع الخطأ بطريقة سهلة والعمل معالجته مع المخطئ وليس ضربه وتعنيفه حتى لا يأتي يوم ونشعر فيه يمشاعر ندم في وقت لا ينفع فيه الندم. كيف لطفلة أن تنسى أنها عندما حاولت التعبير لوالدها عن حبها بطريقة تراها مبتكرة قام بردة فعل افزعتها ؟
بابا عصبي
لا ذنب للأطفال فيما نتعرض له من ضغط زائد أو مشاكل حياتية. طفلة تبلغ من العمر سبع سنوات ، طفلة وحيدة ليس لديها أخوات. يعمل والدها في شركة تغليف العصائر ، اما والدتها فهي لا تعمل. نشأت الطفلة في بيت لا يستقر على حال ، فقد تجده يوما بيتا دافئا تملؤه المودة ، ويوما آخر تجده بركان يغلي. والد الطفلة شخص عصبي يغضبه أصغر خطأ يراه ، ودايما ما تحذر الأم طفلتها من الاقتراب منه ، فهل تفهم طفلة هذا الكلام أم أنها ببراءة الطفولة ستحاول الاقتراب منه دوما. بحكم ظروف العمل كان والد الطفلة يعود للمنزل في وقت متأخر من الليل ويخرج في وقت مبكر ، وبالتالي فإن الطفلة لا تراه إلا في يوم إجازته. تجلس الطفلة معه ساعات معدودة رغم غضبه المتكرر عليها.
نفسي أقعد مع بابا
دايما ما كانت الطفلة تشتاق لوالدها بشدة ، لكنها لم تكن تجده للجلوس معه بشكل دائم. ظلت الطفلة تفكر في طريقة التعبير لوالدها عن حبها له. و للصدفة الغريبة فإن المعلمة في الروضة اخبرتهم بضرورة التعبير عن الحب لاباء لان هذا يسعدهم ويخفف عليهم من ضغط العمل. عزمت الطفلة علي تنفذ فكرة قد خطرت ببالها وهي أن تكتب له علي سيارته كلمة احبك ، إذ أن السيارة هي أكثر ما يراها والدها. استيقظت الفتاة قبل موعد عمل والدها وامسكت بأداة حادة وبدأت تكتب الي باب السيارة كلمات تعبر بها عن حبها لوالدها. شعرت الطفلة بالتعب بسبب صعوبة الكتاب علي السيارة ، إلا أنها كانت تتخيل سعادة والدها بكلماتها فتنسي شعورها بالتعب. استيقظ والدها وارتدى ملابسه وخرج للذهاب إلى عمله ورأى ما فعلته الطفلة ، استشاط غضبا وامسكها بقوة وظل يصرخ في وجهها. ارتعبت الطفلة وظلت تشهق بخوف منه ، وتتسائل في نفسها ما الخطأ الذي ارتكبته.