الألغام تلعب دوراً رئيسياً في إبطاء هجوم أوكرانيا المضاد

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكرا لقراتكم خبر عن الألغام تلعب دوراً رئيسياً في إبطاء هجوم أوكرانيا المضاد

تقرير: الألغام تلعب دوراً رئيسياً في إبطاء هجوم أوكرانيا المضاد

قالت مجموعة من القادة والجنود الأوكرانيين الذين يقاتلون على طول الجبهة، إن التقدم البطيء للهجوم المضاد لبلادهم يرجع إلى مشكلة رئيسية واحدة؛ وهي الألغام الأرضية.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن أولئك القادة والجنود قولهم إن الحقول التي يجب على القوات الأوكرانية عبورها مليئة بعشرات الأنواع من الألغام، المصنوعة من البلاستيك أو المعدن، مشيرين إلى أن بعضها يكون على شكل علب تبغ أو عبوات صودا.

كما يواجه الجيش الأوكراني عراقيل بسبب الافتقار إلى الدعم الجوي، والشبكة العميقة من الهياكل الدفاعية التي بناها الروس. لكن المجموعة الواسعة من الألغام وأسلاك التفجير والأفخاخ المتفجرة والعبوات الناسفة هي التي جعلت القوات الأوكرانية تتعثر على بعد أميال قليلة فقط من المكان الذي بدأ فيه هجومها المضاد، وفقاً للتقرير.

وقال جندي أوكراني يُدعى سيرغي، وهو جزء من وحدة أنقذت الجنود المصابين في تفجيرات الألغام: «لم أكن أتخيل شيئاً كهذا. اعتقدت أن الألغام ستكون موضوعة في صف واحد بنظام معين. لكن الواقع الآن أن الحقول بأكملها مليئة بها، إنها في كل مكان».

ولطالما كانت الألغام عنصراً أساسياً في الحرب الروسية، حيث تم استخدامها على نطاق واسع في أفغانستان والشيشان وفي أزمة شبه جزيرة القرم عام 2014. لكن حقول الألغام الموجودة الآن في جنوب أوكرانيا شاسعة ومعقدة، بخلاف ما كان معروفاً في السابق، وفقاً لما أكده الجنود الذين تحدثوا لـ«نيويورك تايمز».

ويقول الرائد مكسيم بريسيازنيوك، خبير إزالة الألغام الأوكراني الذي يتسلل إلى الحقول ليلاً قبل تقدم جنود المشاة: «لإزالة الألغام، يجب أن يكون عقلك هادئاً. إنه عمل دقيق، مثل عمل الجراح، ولكن للأسف هذا لا يحدث. فنحن نعمل وسط انفجارات واسعة وإطلاق نار في كل مكان حولنا».

وتعمل فرق إزالة الألغام على فتح مسار بعرض نحو قدمين، يسمح للمشاة بالسير إلى الأمام. وبعد ذلك، يعمل عمال إزالة الألغام مرة أخرى على طول الطريق لتوسيعها بمقدار قدم أخرى أو أكثر، للسماح لجنديين بالسير جنباً إلى جنب أثناء حمل نقالة للجنود المصابين في القتال.

وفي الشهر الماضي، تسبب حامل نقالة كان يحمل زميله المصاب في انفجار لغم، لأن الطريق لم يتم توسيعها بالقدر الكافي.

ولفت بريسيازنيوك إلى أن إزالة الألغام لا تعني انتهاء الخطر، حيث إن القوات الروسية غالباً ما تطلق صواريخ تنثر ألغاماً بلاستيكية خضراء صغيرة يصعب اكتشافها، تسمى «ألغام الفراشة»، فوق المناطق التي يتم تطهيرها.

ومن جهته، قال الدكتور فولوديمير، وهو جندي وطبيب يعمل على علاج الجنود الذين يتعرضون لمشاكل خطيرة جراء انفجار الألغام: «لقد تجاوزت الألغام المدفعية كسبب رئيسي للإصابات. وبعض هذه الألغام بلاستيكية، لتجنب اكتشافها من قبل فرق إزالة الألغام. بالإضافة إلى ذلك، فإن الشظايا التي تطلقها هذه الألغام على الجنود تكون صغيرة جداً وغير مرئية للأطباء في مراكز الإسعافات الأولية بالقرب من الجبهة، حيث تستخدم الفرق الطبية أجهزة الكشف عن المعادن للعثور على الشظايا وإزالتها».

وقبل أيام، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب للأوكرانيين، إن روسيا تلقي بكل ثقلها في حملة لمنع قوات كييف من مواصلة هجومها المضاد.

ووفقاً للحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية في الخريف الماضي، استخدمت روسيا ما لا يقل عن 7 أنواع مختلفة من الألغام الأرضية المحظورة دولياً في أوكرانيا.

وفي عام 1999، دخلت ما تسمى معاهدة أوتاوا حيز التنفيذ، وهي تهدف إلى مكافحة الألغام الأرضية. وتحظر المعاهدة الدولية استخدام وإنتاج وتخزين ونقل الألغام الأرضية. ومع ذلك لم تنضم دول مهمة مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند إلى المعاهدة.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً