حين لجأ الاتحاد السوفيتي لطلب المساعدة من أميركا

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكرا لكم على متابعتكم خبر عن حين لجأ الاتحاد السوفيتي لطلب المساعدة من أميركا

بالقرن الماضي، مثلت جمهورية أرمينيا الاشتراكية السوفيتية جزءا من الدول المكونة لجمهوريات الاتحاد السوفيتي. وقد تأسست هذه الجمهورية عام 1920 عقب استيلاء السوفييت عليها واستمرت لحين انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991. وخلال تلك الفترة، شهدت هذه الجمهورية نموا هاما تميز بتحولها لمنطقة إنتاج صناعي تزامنا مع توافد أعداد كبيرة من الأرمن الفارين من الإبادة العثمانية نحوها.

وخلال السنوات القليلة التي سبقت انهيار الاتحاد السوفيتي، شهدت جمهورية أرمينيا الاشتراكية السوفيتية عام 1988 زلزالا مدمرا أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى وأجبر موسكو على طلب مساعدة عاجلة من واشنطن.

صورة لممرضة أرمينية رفقة مساعدات أجنبية

صورة لممرضة أرمينية رفقة مساعدات أجنبية

زلزالان في دقائق

في حدود الساعة الحادية عشرة وواحد وأربعين دقيقة صباح يوم 7 كانون الأول/ديسمبر 1988، اهتزت جمهورية أرمينيا الاشتراكية السوفيتية على وقع زلزال بلغت شدته 6.9 درجة على مقياس رختر. وبعد دقائق، شهدت نفس المنطقة زلزالا ثانيا بلغت شدته 5.8 درجة على مقياس رختر. وعلى حسب مصادر تلك الفترة، أحس مواطنون بكل من جورجيا وتركيا وإيران بهذا الزلزال الذي تسبب في تدمير ما لا يقل عن نصف مليون مبنى بأرمينيا.

إلى ذلك، كان مركز الزلزال الأول على بعد حوالي ثلاثة أميال من مدينة سبيتاك (Spitak)، التي بلغ تعداد سكانها حينها حوالي 30 ألف نسمة، ونحو 20 ميلا شمال غرب مدينة كيروفاكان (Kirovakan) التي سميت كذلك بالحقبة السوفيتية نسبة للمسؤول الشيوعي سيرغي كيروف الذي اغتيل عام 1934. وعلى حسب خبراء الزلازل، تواجد مركز الزلزال الأول على مقربة من السطح.

صورة للقائد السوفيتي غورباتشوف

صورة للقائد السوفيتي غورباتشوف

وبسبب ذلك، تساقطت العديد من المباني بالمناطق المتضررة. بعد حوالي 4 دقائق فقط عن الزلزال الأول، تسبب الزلزال الثاني في تدمير ما تبقى من المباني الناجية.

مساعدات أميركية

ألحق هذان الزلزالان أضرارا جسيمة بمدن أرمينيا. فبينما دمرت سبيتاك بالكامل بسبب تقنيات البناء القديمة بها، شهدت مدينة لينيناكان (Leninakan)، المقدر عدد سكانها بحوالي 300 ألف نسمة، خراب حوالي 80 بالمائة من مبانيها.

من جهة ثانية، عجزت السلطات السوفيتية عن الرد بشكل ملائم على مخلفات هذا الزلزال. فضلا عن ذلك، تأخر المسؤولون الأرمينيون، الذين عملوا حسب أوامر وإملاءات موسكو، في منح عمال الإغاثة الإذن بدخول المناطق المنكوبة متسببين بذلك تعطيل جهود الإنقاذ وتردي الوضع الإنساني بالمناطق المنكوبة التي خسرت 60 ألفا من سكانها بسبب الزلزال.

لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، اتجه القائد السوفيتي ميخائيل غورباتشوف (Mikhail Gorbachev) لطلب المساعدة من الولايات المتحدة الأميركية على الرغم من العلاقات السيئة بين موسكو وواشنطن بسبب تبعات الحرب الباردة. بالفترة التالية، أرسلت 113 دولة مساعدات إنسانية للاتحاد السوفيتي بهدف إغاثة المتضررين من زلزال أرمينيا. وقد تكونت هذه المساعدات أساسا من أدوية وغذاء وآليات مخصصة لرفع أنقاض المباني المهدمة.

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

حاصل علي كلية الدراسات الإسلامية جامعه الازهر الشريف في القاهرة احب كتابة الأخبار والتريندات

‫0 تعليق

اترك تعليقاً