مقتل 18 من عناصر «الشباب» بينهم قياديون

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكرا لقراتكم خبر عن مقتل 18 من عناصر «الشباب» بينهم قياديون

عملية جنوب الضفة تعزز مخاوف إسرائيل بانتقال وتمدد الهجمات

هاجم فلسطينيون مسلحون، سيارة مستوطنين عند مفترق مستوطنة تقوع شرق بيت لحم، قبل أن يفروا إلى جهة غير معلومة، مخلفين 3 إصابات، في أحدث هجوم جديد في الضفة الغربية، وجاء هذه المرة جنوب الضفة، في المنطقة التي بقيت هادئة إلى حد كبير خلال العامين الماضيين اللذين ركزت فيهما إسرائيل هجومها على شمال الضفة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن إسرائيلياً أصيب بجروح خطيرة بعد تعرضه لإطلاق نار، فيما أصيبت ابنتاه بجروح طفيفة في الهجوم الذي فتح فيه مسلح فلسطيني أو أكثر، النار من مركبة عابرة على سيارة مستوطن على طريق سريع بالقرب من مستوطنة تقوع القريبة من بيت لحم على مسافة نحو 16 كيلومتراً جنوب القدس.

وقالت منظمة «نجمة داود الحمراء» لخدمات الإسعاف الإسرائيلي، إن المسعفين نقلوا رجلاً يبلغ من العمر 35 عاماً إلى مستشفى «شعاري تسيدك» في القدس وهو في حالة خطيرة، لكنها مستقرة.

وأضافت نجمة داود الحمراء، أن ابنتي الرجل (9 و 14 عاماً)، نُقلتا أيضاً إلى شعاري تسيدك وهما تعانيان من جروح طفيفة جراء إصابتهما بشظايا. وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته بدأت بملاحقة المنفذين.

إغلاق الطريق من وإلى بيت لحم (الشرق الأوسط)

حصار بيت لحم

وفوراً أغلقت إسرائيل بيت لحم بالكامل، ومنعت خروج الفلسطينيين منها أو وصولهم إليها. وحاصر الجيش الإسرائيلي كامل بيت لحم، وأغلق مدخل «النشاش» الجنوبي للمدينة، وحاجز «الكونتينر» شمال شرقي المحافظة، ومدخل «عقبة حسنة» غرباً، وجسر بيت ساحور شرقاً، ومدخل بيت جالا غرباً، بينما أغلقت جميع مداخل بلدة تقوع، وشنت عمليات تفتيش لمنازل المواطنين هناك.

وتتبع الجيش الإسرائيلي خط سير مفترضاً للمهاجمين، فراح يداهم كل المحلات القريبة على الخط في بلدة «تقوع» وبلدة «جناتة»، واستولى على كاميرات المراقبة هناك، ثم اقتحم مدينة بيت لحم. وشوهدت السيارات العسكرية الإسرائيلية وسط بيت لحم لأول مرة منذ فترة طويلة.

وأغلق الجيش شوارع رئيسية وسط بيت لحم، وحاصر مسجد «الرباط» في شارع القدس – الخليل الرئيسي في المدينة، قبل أن تندلع مواجهات عنيفة في المكان، سيطر فيها الجيش على محيط المسجد الذي قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن منفذ العملية لجأ إليه.

وبعد حصار استمر نحو ساعتين، تمكن الجيش الإسرائيلي من اعتقال المنفذ. وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن الجيش اعتقل مطلق النار، ثم شوهد الجيش يقتاد أحد الشبان في سيارة عسكرية.

وسط بيت لحم في أثناء حصار مسجد الرباط حيث اعتقل الإسرائيليون المنفذ واثنين آخرين (الشرق الأوسط)

اشتعال الجنوب

يذكر أن المدينة كانت هادئة إلى حد كبير وبعيدة عن المواجهة التي كانت مشتعلة في الشمال، وهو ما عزز مخاوف إسرائيلية سابقة من تمدد الحالة إلى جنوب الضفة الغربية.

وخلال العام الأخير، استهدف مسلحون فلسطينيون بشكل متكرر قواعد عسكرية، وقوات عملت على طول الجدار الفاصل، ومستوطنات إسرائيلية وإسرائيليين على الطرق، لكن الهجمات كانت تأتي في الغالب من شمال الضفة الغربية.

وقال حازم قاسم الناطق باسم حركة «حماس»، إن «المقاومة في الضفة الغربية تواصل ضرباتها ضد المستوطنين في الضفة الغربية، وهذه المرة تضرب في جنوب الضفة المحتلة على حاجز تقوع قرب مدينة بيت لحم». وأضاف أن «المقاومة في الضفة الغربية في تصاعد وتمدد… وتستطيع في كل مرة أن تفاجئ الاحتلال في مكان وطريقة التنفيذ».

الجيش الإسرائيلي في موقع هجوم إطلاق نار عند مفرق تقوع في الضفة الأحد (رويترز)

وباركت «حماس» العملية كما باركتها «حركة الجهاد الإسلامي». ورأى طارق سلمي الناطق باسم «حركة الجهاد الإسلامي»، أن العملية جاءت «رداً طبيعياً ومشروعاً في مواجهة جرائم جيش الاحتلال والمستوطنين واقتحاماتهم للمسجد الأقصى المبارك». وأشاد سلمي بأداء المقاومة وشجاعة المقاتلين وإصرارهم على القتال والمواجهة.

وفي وقت باركت فيه الفصائل الفلسطينية العملية، لم تعقب السلطة الفلسطينية، وهو سلوك اتبعته في الفترة الأخيرة رداً على التصعيد الإسرائيلي المستمر.

ولا تريد السلطة للوضع في الشمال أن يتمدد إلى الجنوب، لكن لأسباب مختلفة عن أسباب إسرائيل، إذ إن الهجمات الإسرائيلية المتكررة على أي منطقة تمس مكانة السلطة، وتساعد على تقوية الجماعات المسلحة، وهو وضع أدى في نهاية المطاف إلى إضعاف السلطة الفلسطينية.

احتجاج في البلدة القديمة في القدس على قرار محكمة إسرائيلية بتبرئة الشرطي المتهم بإطلاق النار على إياد حلاق المصاب بالتوحد (أ.ف.ب)

القدس الأعلى في الأسرى

وقتلت إسرائيل فلسطينيين في هجمات مختلفة في الضفة، واعتقلت آخرين أكثر من أي عام مضى منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية. ووفق إحصاءات رسمية قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 200 فلسطيني منذ بداية العام الحالي، واعتقل نحو 4000.

وقالت مؤسسات الأسرى في بيان نشرته، الأحد: «إن قوات الاحتلال اعتقلت 3866 مواطناً من محافظات الوطن كافة، في النصف الأول من العام الحالي، من بينهم 568 طفلاً، و72 امرأة».

وأوضحت مؤسسات الأسرى (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، ومركز معلومات وادي حلوة – القدس)، أن مدينة القدس تصدرت النسبة الأعلى من حيث أعداد المعتقلين؛ إذ بلغت حالات الاعتقال فيها نحو 1800، فيما بلغ عدد أوامر الاعتقال الإداري (1608)، وكانت أعلى نسبة في عمليات الاعتقال في شهر أبريل (نيسان)، وبلغت (1001) حالة اعتقال.

ويوجد في السجون الإسرائيلية، أكثر من 5000 أسير، بينهم 160 طفلاً، و30 أسيرة.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً